نعم حان الموعد المرتقب مع الامطار و الرياح و الثلوج، حان الموعد المرتقب مع المدافئ،مع رائحة الأرض العطشى عندما ترتوي،أتى موعد لحظات العشاق الرومانسية عندما يمشون تحت المطر و يستدفئون من حرارة تنهيداتهم الحارقة. بدأ الجميع منذ فترة بالتحضر للشتاء فهذا اشترى معطف و ذاك حذاء ، لكن الجميع اتفقوا كالعاده على شراء الوقود أو الاخشاب للمدافئ،لكن الحال كالمعتاد فهناك من سيعاني قسوة الشتاء كل عام. وفي ليلة من ليال الشتاء حيث كان المطر غزير و البرد قارس والساعة تشرف على العاشرة مساء طرق بابي طرقة غريبة لم اعهدها من قبل لكني استيقنت من ايقاعها ان الطارق يشعر ببرودة شديدة بل ان البرد قد نهش قلبه قبل جسده فسارعت لفتح الباب فرأيت شابا في مقتبل العمر قد أسقم البرد فؤاده وطلب مني بكل تهذيب و لباقة الانتظار عندي حتى يهدأ البرد فما كان مني الا الترحيب به فقد رأيت قسوة البرد في عينيه و سمعتها في تنهيداته البارده فاحترت كيف أخلصه من برده ففكرت أأتقاسم معه شعلات النار أم أجلسه معي بالقرب من المدفأه لكن لا أظن هذه و لا تلك ستقلل من برده فبحثت و بحثت عن أدفأ ما أملك فاذا بي أحس بحرارة عظيمه قادمة من قلبي حرارة لم اعرفها من قبل تولدت هذه الليلة و دون تفكير او تروي خلعت قلبي من بين ضلوعي و قدمته له بصمت و ما أن أخذ دفئ قلبي غادر البيت دون كلام تاركا قلبي متجمد بعدما نعم بدفئه و تركني أنا والبرد .
فأيقنت حينها أنني لم أكن سوى محطة في رحلته البارده لم يطل الانتظار فيها....